السعودية الأم واليمن
يمنات
آزال مجاهد
بعد ما أغرقوا الشرق الأوسط قتلا و ارهابا و دمار يتجهون شرقا تمهيدا لإغراقه.
السعودية كانت الأداة المنفذة لمخطط الشرق الأوسط الكبير؛ حاليا تدشن مخطط الشرق (الآسيوي) الكبير في أكبر الدول الإسلامية و أكثرها تعدادا.
من أندونيسيا تبدأ حقبة إشعال الحرائق الدينية الكبرى إستعدادا لقرن قادم، و حرب قادمة.
غبي و فاقد للبصيرة ذلك الذي ما يزال يرى في السعودية الدولة الإسلامية (الأم). السعودية تتجلى اليوم بمنتهى الوضوح و أكثر من أي وقت مضى بأنها هي (السم) الذي تم دسه وسط هذا الدين الغريب اليوم، تماما، كما بدأ غريبا قبل 1400 عام.
السعودية هي المشروع الذي رعاه الغرب و سعى لإقامته و للحفاظ عليه طالما و هو يسير حسب ما خطط له. مات الملك فيصل أو تم إغتياله بيد إبن أخيه، الذي قيل فيما بعد بأنه مجنون، و الحقيقة أن فيصل هو من كان المجنون، حينما قرر أن يتجاوز المسار الذي تم رسمه منذ البداية لهذه العائلة المقدسة عند الكثير من المسلمين نسبة لمقدسات مكة و المدينة، ولذلك و من أجل ذلك، تم إلصاق لقب (خادم) الحرمين الشريفين بملك المملكة السعودية، منذ عهد فهد، الذي عرف عنه بأنه عراب العائلة الحقيقي الذي واكب إدارة المنطقة بطريقة عصرية تواكب عصرنة العالم الذي يقوده القطب الواحد.
ما يعنينا في اليمن أن نتخلص من الهيمنة السعودية التي تحاول مواصلة الحاقنا بها و لو بالقوة و الدم و الدمار بعيدا عن أنظار العالم الذي لا يعنيه ما نعانيه جراء الحرب الدائرة للسنة الثانية على التوالي بقدر ما يعنيه استمرار المخطط المرسوم لهذه الدولة التي كانت و ستبقى و تظل ما بقت رأس الرمح الموجه ضد كل دول المنطقة التي تحاول مقاومة المخططات الغربية الموضوعة لقرن قادم، و شاء التاريخ و القدر إلا أن يضعنا، في هذا البلد الذي نجحوا في إفقاره من كل شيء، على يد ابناءه للأسف، بإشراف سعودي، إلا من العزة و الكرامة و النخوة المغروسة في صدور أطفالنا، قبل رجالنا، ضمن الدول الواقفة بشرف ضد عديمي العرف و الضمير و الإنسانية.
هذا ما يخشونه في اليمن، و ليس البالستيات خلافا لما هو معلن، و لعل الزيارة التي قام بها الجبير، وزير الخارجية السعودي، للعراق، و هي الدولة التي من المفترض بأنها تقع ضمن النفوذ الإيراني، تظهر تسليما سعوديا بأن بغداد خرجت بشكل كامل من تحت الهيمنة السعودية التي كانت تسعى جاهدة لبقاء نفوذها فيه من خلال الجماعات الدينية المسلحة كداعش و القاعدة، و هو الأمر الذي فشل مؤخرا بغض النظر عن الأسباب.
محاولة التعامل مع العراق و تحييدها بعد فشل المخطط الموضوع لها، لهذه المرحلة، سيتم التعامل به مع اليمن، بعد فشل المخطط الذي تم وضعه لتفتيت اليمنيين وتقسيمهم و شرذمتهم و بالتالي إضعاف أي دور مستقبلي لهم قد يحاولوا لعبه في منطقة حساسة و هو ما يفسر اهتمام العالم بحرب المناطق المحاذية لباب المندب المشتعلة و ميدي الذي نجحت بالصمود حتى اللحظة الأمر الذي يشير إلى نجاح غير مكتمل لتحالف دولي إقليمي تقوده قرابة 18 دولة ما زالت تنتظر الغد القريب لمعرفة مدى إمكانية نجاح مخططاتها التي تسعى لنجاحها بشكل مكتمل و ليس جزئي على بلد خاوي و خالي من كل شيء إلا العزة و الكرامة بغض النظر عن فاقديها و أدوارهم و مناصبهم.
فاقدي العزة و الكرامة الذين سيلعنهم اليمنيون كثيرا، و كذلك سيفعل التاريخ الذي لن يرحمهم، قبل أن يلعنهم و يفضح أدوارهم، و من قبلهم أدوار تلك (الأم) الزائفة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا